سيرة شيخ الصحفيين وعميدهم الأستاذ الكبير سجّاد الغازي

المصدر: صحيفة المدى “بتصرف”

الكاتب: زين أحمد النقشبندي

الاسم الكامل: سجاد غازي إبن اسماعيل حقي بن عبد الغني العجيلي.

الولادة: 25/3/1930م في تركيا من أبوين عراقيين بالأصل وبالولادة.

اللقب والنسب: من عشيرة البوعجيل، ورديفها التوأم بني عجيل. ينسبهم بعض النسابة الى عقيل إبن أبي طالب، وآخرون الى زبيد والعزة، بحكم الجوار، وتشير وثائق العائلة الى أن نسبهم يمتد الى الإمام زين العابدين علي إبن الحسين، حيث هاجر أحد أحفاده من مكة الى المغرب، وتزوّج هناك، ثم هاجر الى مصر، وتزوج وسكن صعيدها، وانتشر أحفاده ونسله في أقطار المغرب وليبيا، وفيها منهم أدباء وصحفيون، ومصر وفيها منهم تجار وإعلاميون وفنانون، وسوريا وفيها منهم أدباء وسياسيون وفنانون، ولبنان وفلسطين.

وتعرف مناطقهم بـ(العجيلة) ونزح آخرون الى تهامة  وعسير في السعودية، وفيها منطقة تسمى (العجيلية) ولها فريق كرة قدم بأسمها، وحضرموت وظفار في عمان واليمن، ويُدعَون بالفقهاء وتؤيد ذلك منتديات وكتب قبائل اليمن، كما نزح آخرون الى ديار بكر والأناضول، ولهم فيها تكية قادرية في خربوط، يديرها إبن عم والده الشيخ وهاج، الذي يفتي بالفقه الإسلامي الحنيف، وفيها منهم حقوقيون.

أما في العراق فقد انتشروا في تكريت والصويرة وبابل وكركوك وديالى والأنبار، كما نزح بعضهم الى بغداد أيضاً والموصل والبصرة وكربلاء والناصرية، ويبلغ عدد أفخاذ عشائر آل عجيل في العراق70 فخذاً ومنهم مزارعون وعسكريون وحقوقيون وصحفيون وأدباء وأكاديميون وسياسيون وأئمة ومشايخ.

ووثائق العائلة مؤيدة رسمياً من السلطات العثمانية في القرن الثامن عشر، حيث يتصل النسب بالإمام زين العابدين، من خلال ولده الإمام زيد الشهيد، ومن فخذ الشهابات في ديالى، الذي كان جدّه رئيساً لهذا الفخذ، ودخلت طلائع العشيرة العراق من دير الزور والرقة وديار بكر في القرن الحادي عشر (700-750هـ) وتركزت بصورة خاصة في محافظات كركوك وصلاح الدين وواسط وبابل وديالى وبغداد.

ويشير تأريخ العشيرة الى أن بعض اتباع الإمام زين العابدين وولده زيد الشهيد المؤمنين بتعاليمهما وتفاسيرهما أسسوا في اليمن دولة الزيدية، إستمرت سنوات عدّة، ومن الجدير بالذكر أن الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، كان يدعم ثورة زيد الشهيد وأولاده. كما يشير تأريخ العشيرة الى أن أحد قادة جيش الخليفة الأمين كان منهم.

وفي التأريخ الوسيط، فقد شاركت العشيرة مع قبائل العبيد والعزة وغيرها في فك حصار الصفويين عن بغداد. ويوجد في بغداد زقاق مقابل كهرباء العبّخانة يسمى (عكد العجيليين) حتى اليوم، كما يوجد في الراشدية (كرد) لسقاية البساتين بالماء، يدعى (كرد العجيلي) لا يزال قائماً..

– كان جده عبد الغني مدعياً عاماً يتنقل بين اسطنبول وبغداد والبصرة، بطبيعة عمله ولرعاية زوجته وبنات أخيه، حيث كان قد زوّج إحداهنّ لإبن عمه المزارع محمد حمدي صالح، من مشايخ فخذ الشهابات، الذي زوجه هو الآخر أخته، التي أنجبت له ولده الوحيد اسماعيل. كما تزوجت الأخريتان وسكنت إحداهما في البصرة، وهي والدة المرحوم محمد زكي، رئيس مجلس النواب، ووزير العدل في آخر وزارة للراحل ياسين الهاشمي، ووالدة المرحوم عبد الوهاب محمود، نقيب المحامين والوزير سابقا، ووالدة المحامي المرحوم فريد محمود وأخوتهم الآخرين.

وعندما توفيت زوجة محمد حمدي صالح، ولم تنجب له، تزوج إبنة أحد شيوخ المهدية في شهربان، وأنجبت له إبنته البكر، فزوجها لإسماعيل إبن أخته من إبن عمه عبد الغني، لتكون والدة صاحب السيرة.

وكان والده اسماعيل، المولود في محلة البارودية عام 1889م  قد تخرّج ضابطاً في إسطنبول عام1910 ونال شهادة الحقوق منها أيضاً عام 1932. كما شارك في الحرب العالمية الأولى ضد الإنكليز، وفي حرب ليبيا والبلقان، ونال العديد من الأوسمة، ولديه كلمة شكر وتقدير تشهد ببسالته مكتوبة بخط المجاهد السيد المهدي السنوسي، الذي دافع عن ليبيا ضد الغزاة، ومسجلة على غلاف قرآن نادر أهداه له السيد السنوسي، وهو الآخر محفوظ بخط اليد، ومغلف بجلد الغزال.

وعند عودته الى العراق عام 1936 بعد دعوة الملك غازي وحكومته للضباط العراقيين الذين فضلوا البقاء مع الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى ضد الإنكليز، دعوتهم للإلتحاق بالجيش العراقي برتبهم نفسها، لبناء جيش وطني، بعد إيقاف إجراءات سلطات الإحتلال الإنكليزي ضد من قاتلهم فالتحق بالجيش العراقي بالرتبة نفسها، وأسهم في تأسيس القضاء العسكري في العراق برئاسة العقيد مصطفى كامل، والقاء محاضرات في الإدارة والقوانين في الكلية العسكرية وكلية الشرطة في الأربعينيات.

وفي الخمسينيات، عُيّن مميزا في المديرية العامة لتسوية حقوق الأراضي في وزارة العدل، وتوفى عام 1956 تاركاً مكتبة وأرشيفاً مصوراً يزيد عمرهما على النصف قرن، وكان يجيد خمس لغات، التركية والفارسية والكردية والألمانية والفرنسية، إضافة الى العربية، وكان ينظّم الشعر، ومن هواياته الرسم والفروسية والرماية والصيد والسباحة والمصارعة (الزورخانة).

أما سكن العائلة الأصلي منذ العهد العثماني فهو في محلة (البارودية) الواقعة في منتصف الشارع الممتد من الميدان الى الفضل، قبل انتقال العائلة بمختلف فروعها الى الأعظمية. وللتأريخ نذكر أن محلة البارودية ضمّت بيوتَ رائد وعميد فن الرسم في العراق منذ أواخر القرن التاسع عشر الفنان الراحل عبد القادر الرسام، والفنانين محمد سليم وأولاده وآل المصرّف الخطاط الرائد ناجي زين الدين وأولاده اللواء عبد المنعم المصرّف، والشاعر هلال ناجي وآل باني وعميدهم عبد الرزاق شبيب، من قيادات حزب الإستقلال، ونقيب المحامين الأسبق، ومؤسس الحزب العربي الإشتراكي، ودار ديوانية الكاتب الرائد فهمي المدرّس، من مدراء الزوراء، ورئيس ديوان الملك فيصل الأول ورئيس جامعة آل البيت، أول جامعة في العراق، وكذلك بيت آل فرهاد، وبيت شامل باشا، وبيت الفريق اسماعيل نامق، وزير دفاع سابق، وبيت اسماعيل حقي، ناظر الخزينة الخاصة، وبيت فاضل الطيّار، وبيت عقيد الجو مدحت عبد الرحمن، وكانت تقع خلف دار العائلة مطبعة وجريدة الإتحاد، لصاحبها الحاج ناجي العبيدي، وأمام الدار، بيت العقيد طاهر الزبيدي، وبيت المصور الأهلي عبد الرحمن عارف.

الحالة الإجتماعية: متزوج وله خمسة أولاد.

– وعن اساتذته وزملائه في الدراسة الذين رافقهم في رحلته في الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية؟

– الكتاتيب (1936): الملا أحمد – إمام مسجد إبن حنبل في دكان شناوة.

– الدراسة الإبتدائية: 1937- 1942

– في مدرسة الفضل (1937): المدير جمال، ومعلموه عبد المجيد جليل (مدير الأمن العام بعد ثورة 14 تموز، والمربي الوطني رؤوف الخطيب، وعبد الرزاق العبيدي، وسليم سوميخ.

– في مدرسة الشيوخ بالأعظمية (1938): المدير عبد العزيز المطير ومن معلميه أحمد القيسي.

– في مدرسة السفينة (1939-1942): المدير عبد المجيد، ومن معلميه، إبراهيم العمر (أبوطارق) وعبد الوهاب نادر، وحسن علي، وحسين الوردي، وضياء الآلوسي، والشاعر رزوق فرج رزوق، وعبد الله عباوي، وأكرم عثمان العبيدي (لواء الشرطة – مسؤول العلاقات فيما بعد) وعباس حسون، من قادة الكشافة، ومحمد علي الخطيب.

– في مدرسة شاطرلو بكركوك (1940): من معلميه جميل سعيد (الدكتور فيما بعد).

– الدراسة المتوسطة: 1943- 1947

– في متوسطة الاعظمية: المدير صادق الخوجة. ومن مدرسيه القارئ محمود عبد الوهاب، ومحمود سليم، وحبيب الراوي (والد الزميل خالد) وكاظم الخضيري، وعلي نصيف (وكلاهما درسا في أمريكا) وحسين عبد العال (درس في الجامعة الأمريكية في بيروت) وعلاء عبود، وعبد الحميد خلوصي (شقيق الأديب والناقد الدكتور صفاء خلوصي – خريج لندن) والمهندس عبد القادر حشمت (درس في أمريكا) وموسى الخلخالي، وأحمد عبد الرزاق، وغني عسكر، وإبراهيم حلمي حسن، وحسين علوان، والرسام ناصر عوني، وعبد الكريم النعيمي، وعبد الهادي الزوائدي (وكيل وزارة الصناعة بعد ثورة 14 تموز) ومحمد علي صدقي، من المشاركين في دورة برلين 1936.

– الدراسة الإعدادية: 1948- 1950

– ثانوية التفيض الأهلية: المدير فؤاد درويش، ومن مدرسيه، المعاون الشاعر عبد الستار القره غولي، والمناضل رشيد العبيدي، وعمر با وزير (من حضر موت) وعبد المجيد زيدان، ومحمد العبطة (المحامي والوزير فيما بعد).

– المعهد القومي للصحفيين العرب بالقاهرة (1968-1969): محاضرات ودروس نظرية بادارة ربيع غيث وتدريس د. خليل صابات، ود. إبراهيم إمام، ود. سامي عزيز، ود. أحمد حسين الصاوي، ود. صليب بطرس.

– دار الهلال: كورسات عملية وميدانية بإشراف كمال شحاته، مدير التوزيع.

– الدار القومية للطباعة والنشر والتوزيع: كورسات عملية وميدانية بإشراف سعد الدين وهبه، مدير عام الدار.

– المركز القومي للتخطيط والاستشارات والتطوير الإداري (1976): كورسات نظرية وتطبيقية ميدانية بإدارة أبونا وتدريس وإشراف سامال مجيد (المترجم في الرئاسة فيما بعد) ونوري البدران (الوزير فيما بعد).

زملاؤه في الدراسة الإبتدائية (الفضل والشيوخ والسفينة وشاطرلو) 1937-1943

مصطفى القيسي وهشام اسماعيل حقي (كلاهما توليا مديرية الإدارة بوزارة الدفاع برتبة عقيد فيما بعد) وسامي الخطيب، وصلاح عبد القادر (عامل الطباعة فيما بعد) وزكي الجادر (الخبير الاقتصادي فيما بعد) وحلومي، وجمال عبد المجيد، وكامل عبد الحميد، والمرحوم عاشور الحاج بصرة، وطه محمد الساقي، وزهير أحمد أمين (المحامي فيما بعد) وعبد المنعم الخطيب، وعبد القادر القلمجي (كلاهما التحقا بالسلك الدبلوماسي فيما بعد) وعبد القادر يونس (الشاعر شقيق الصحفي عبد الباسط يونس) والاول على الصف موفق البدري (المهندس مدير مشاريع، والشقيق الأكبر للمعلق الرياضي مؤيد البدري) وعبد الرحمن البدري (شقيق الشيخ شاكر البدري) والشريف علي، وآدمون اسكندر، وكاميران حسني (المخرج فيما بعد) وشقيقه أديب (المهندس الطيار فيما بعد) والفنان فخري الزبيدي، وشقيقه جمال، والشاعر هلال ناجي، وشقيقه الأصغر.

إتسمت المرحلة الإبتدائية بغرس جذور القيم الأخلاقية وترسيخ وتعميق المشاعر الوطنية من خلال المحفوظات والأناشيد الوطنية للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان، والدروس الدينية وأمجاد التأريخ والتربية البيتية والبناء البدني من خلال تعميم نظام الكشافة والفتوة، وخلق بيئة تركّز على الرجولة والمثل والأمجاد ونشر ثقافة (إخشوشنوا فإن الترف يزيل النعم) وأساسا فإن الجو العام في البلاد، وبخاصة عهد الملك غازي، كانت تسوده هذه الروح المليئة  بالطموح والعزّة والتفاؤل بالمستقبل، لبلوغ أعلى مراتب السؤدد.

زملاؤه في الدراسة المتوسطة (الاعظمية) 1943-1947.

جلال خليل وأمجد عبد الرزاق الأعظمي وابراهيم اسماعيل (التدريسيون فيما بعد) وعصمت أيوب صبري (الطبيب)  ووليد شوكة الخيال (صاحب مستشفى الخيال) وعدنان الجبوري (اللواء فيما بعد) ومنذر عباس فضلي (المدير في الخطوط الجوية فيما بعد) وخالص خليل عزمي (المدير في وزارة الاعلام والمدون القانوني فيما بعد) وعبد الرزاق كاظم (المحامي) والمناضل فاضل الفراجي وجميل الخاصكي ومحمد القيسي (الفنانان) والأول على الصف فخري ياسين قدوري (الوزير فيما بعد) ووصفي الغانم وأدهم مصطفى (اللاجئان السوريان من الاسكندرون، ومن مؤسسي حزب البعث في العراق) والأول على الصف، والمراقب مالك دوهان الحسن (الدكتور والوزير فيما بعد) وشقيقه علي دوهان (قاضي التحقيق فيما بعد) وماجد عبد المجيد زيدان، والشريف سهيل صالح ومحمد سلمان حسن (الدكتور الخبير الاقتصادي) ودارا وشقيقه خسرو رشيد جودت وعبد المجيد ونّه، ووديع عبد الجبار القيسي وحسن عبد الهادي كمونه والبير الياس (مراسل رويتر فيما بعد) وفخري خليل (الباحث التشكيلي) ومنذر عبد اللطيف نوري (شقيق القاص عبد الملك نوري) وكنعان عبد الله عوني (شقيق المهندس قحطان عبد الله عوني) وحكمت عزت راشد وأكرم عبد الحميد السامرائي (الصيدليان) وعبد الجبار العمر (المدير في وزارة الاعلام فيما بعد) وهشام صفوت العمري (المدير في دائرة البريد فيما بعد) ومنذر شكاره، وطه علي الداود (السفير فيما بعد) ومضر عبد الكريم (شقيق الأستاذ فائق  السامرائي) وسعدون القشطيني، والمناضل الشهيد عبد القادر النعيمي وربيع الطائي وطارق طبره وعبد اللطيف السلام، وكامل عبد العزيز البغدادي (إبن الصناعي المعروف) وعاصم جمال الآلوسي (عميد الشـــرطة فيـما بـعد) وجـودت الخــضيري وفاروق الشابندر ويوسف طاهر الوهب وصباح عبدي (الأبطال الرياضيون فيما بعد) وفهد جواد الميرة (العقيد وضابط العاب الجيش، ومن الضباط  الأحرار) وعاشير صالح وفكتور اسحاق ومراقب الصف عاصم وحسن عبد العال ومأمون ابراهيم حلمي العمر، نجل رائد الصحافة العراقية إبراهيم حلمي العمر، المحرر في مجلة (الرياض) 1910 ورئيس تحرير (النهضة) 1913 الذي فلت من مشانق جمال باشا السفاح في سوريا عام 1917 بتوسط محمد كرد علي، مؤسس المجمع العلمي العربي، وبعد حل ديوان الحرب العرفي اصدر في دمشق جريدة (لسان العرب) 1917 لمساندة العهد الفيصلي، ثم أصدر في بغداد جريدة (المفيد) 1922 وبعد إغلاقها عام 1926 اتجه للعمل الحكومي في شعبة المطبوعات، وطوّرها بتأسيس مديرية الدعاية العامة.

والحقيقة فان متوسطة وثانوية الأعظمية كانتا مصنعاً للكفاءات المتنوعة. وفي فترة وجود صاحب السيرة في المتوسطة، كانت الثانوية تضم من الطلاب البارزين: عمر بهجت، بطل العراق في ركض 400 متر وطفر الموانع (وفيما بعد كابتن الخطوط الجوية العراقية) وغازي عبد الله حامي الهدف (والخطاط  والرسام فيما بعد) وبطل الملاكمة أبو بكر (الحضرمي) وحسين علي الراشد (الصحفي فيما بعد) والباحث جلال عبد المجيد، واللغوي مولود أحمد الصالح، وطارق متولي (الدكتور ووكيل وزارة الخارجية فيما بعد) وعزيز العلي (وكيل وزارة فيما بعد) وفاضل الساقي (من ضباط 14 تموز) وهشام منير (المدير فيما بعد) والمناضل حسين الملا علي (الموظف في البنك المركزي فيما بعد) وخالد القشطيني (الكاتب المعروف في جريدة الحياة اللبنانية فيما بعد) والشاعر جميل الشابندر.

زملاؤه في الدراسة الاعدادية (ثانوية التفيض المسائية الاهلية) 1948- 1950:

مراقب الصف عبد الوهاب الدولعي (العميد الحقوقي فيما بعد) ومشتاق طالب (المذيع فيما بعد) والباحث عمر الطالب وخليل العباسي (المحامي فيما بعد).

واتسمت المرحلة المتوسطة والإعدادية بالتركيز على التثقيف الذاتي على أوسع نطاق وتنمية الملكات الكامنة والهوايات لبناء الشخصية ورسم معالم الطريق الى المستقبل.

زملاؤه في المعهد القومي للصحفيين العرب (1968-1969).

سامي المنيس (صاحب مجلة الطليعة ورئيس جمعية الصحفيين الكويتين وعضو مجلس الأمة الكويتي) ونبيل عمرو (الوزير في السلطة الفلسطينية فيما بعد) وعدنان حطيط (مدير تحرير عدد من المجلات اللبنانية فيما بعد) ومحمود عطا الله (عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، ومدير تحرير عدد من الصحف الأردنية فيـما بعد) وواثق الشاذلي (عضو مجلس نقابة الصحفيين في اليمن فيما بعد) والماجد (رئيس تحرير جريدة في البحرين فيما بعد) ومصطفى نبيل (رئيس تحرير الهلال فيما بعد) ومحمود الشريف (مدير التحرير في روز اليوسف فيما بعد) ومصطفى الحكيم (مدير تحرير صوت العروبة جريدة حزب النجاده اللبناني) وزميلان من (المؤسسة العامة للصحافة في المملكة الليبية) وزميلان من الجزائر أحدهما كمال العياشي (المستشار الإعلامي للرئيس بو مدين فيما بعد) وزميله الذي كان يجيد العزف، وزياد عبد الفتاح (مدير عام  وكالة الأنباء الفلسطينية – وفا – فيما بعد) وعبد الكريم العلوجي (رئيس مجلس إدارة مجلة الصناعي العربي وملحقها الرياضي ستاد العرب) ونوال مدكور (مدير تحرير في دار الهلال فيما بعد) ومحمد العلمي (الذي أصبح وزيراً للإعلام في المغرب فيما بعد) وكمال عبد الستار (مدير إدارة نقابة الصحفيين في العراق) وزميلان من سوريا وزميلان من السودان أحدهما عثمان (رئيس تحرير فيما بعد) وزميلان من جريدة الاشتراكي في مصر، ومدير تحرير جريدة مايو في مصر وزميلان من وكالة أنباء الشرق الأوسط.

التكوين النفسي والفكري والوجداني:

وبالإجمال فقد كان شباب الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات:

1- أكثر أناقة.

2- أكثر تهذيبا.

3- أكثر ثقافة.

4- أكثر وعياً من العقود الأخرى السابقة واللاحقة.

وكان الشباب عموما  وبالأخص طلبة الكليات هم طليعة الحركة الوطنية والإنتفاضات الشعبية من اضراب الكهرباء في الثلاثينيات، حتى ثورة 14 تموز 1958 قبل أن تتشظى!.

وهكذا تشكّل تكوينه النفسي والفكري لصاحب السيرة، وتبلوّر وجدانه وعقيدته في هذه الأجواء العائلية، والبيئة الإجتماعية والثقافية التي تفتّحت عليها مشاعره الوطنية والقومية، وتنامى وعيه السياسي وثقافته وحاسته الصحفية ونزعاته وهواياته الأدبية والفنية قبل أن ينغمر في الحياة العملية السياسية والمهنية.

التحصيل والتأهيل: الدراسة الإعدادية (الفرع الأدبي) 1950 (متوسطة الأعظمية واعدادية التفيض).

– كورسات (المركز القومي للتخطيط والتطوير الإداري) لإعداد قوانين الخدمة العامة عام 1976 بإشراف سامال مجيد، ونوري البدران وأبونا.

– شهادة شرفية من (المؤسسة العالمية للتأهيل) في المانيا عام 1985.

– شهادة في (الإنتاج الإعلامي) من مركز تطوير مجتمع الأعمال – بيروت 2008.

– شهادة في (الإنتاج الفني) من معهد بازيليك في بيروت 2008.

الصفة الحالية والسابقة

– اختير عام 2001 مديراً لتحرير مجلة (الحكمة) الفكرية التي أصدرها لبيت الحكمة، شهرياً، كما تولّى الإشراف الفني على المجلات التخصصية الفصلية للأقسام العلمية الثمانية في بيت الحكمة.

– مدير التحرير والأشراف الفني لمجلة (فيض الحكمة) الثقافية المنوعة الصادرة عن بيت الحكمة، إضافة للمجلة الأم الحكمة، وذلك قبل أن يترك العمل في بيت الحكمة نهاية عام 2009.

– وقبلها كان مديراً لتحرير (الحقوقي) الصادرة عن اتحاد الحقوقيين، وأوقفت في 2004 و(قضايا العولمة) الصادرة عن بيت الحكمة حتى 9/4/2003 كما كان خبيراً إعلامياً للألكسو، وأميناً عاماً لإتحاد الصحفيين العرب، ومديراً لتحرير مجلة الصحفي العربي لمدة 17 عاماً حتى 1997، والأمين العام المساعد للمكتب الدائم للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الوطن العربي، والمستشار الإعلامي للقوى الشعبية العربية، حتى عام 1997، ومستشاراً لنقابة الصحفيين، وعضو هيئة صندوق تقاعد الصحفيين، حتى يوم الإحتلال المشؤوم في 9/4/2003.

– أختير في تشرين الأول 1999م لعضوية اللجنة الدائمة للحريات في اتحاد الصحفيين العرب بعد إعادة تشكيلها من شخصية عامة في كل دولة عربية.

إختارت مؤسسة دولية متخصصة بتقويم الإصدارات العالمية، مجلة الحكمة في طليعة المجلات العالمية المتفوقة في تحريرها ومحتواها وإخراجها ومستواها. وتلقى بيت الحكمة رسالة من المؤسسة المذكورة تضمنت التقويم المذكور والثناء على إمكانات العاملين فيها الذين صنعوا هذا الجهد المتميز الذي استحق هذا التقويم من مؤسسة عالمية متخصصة عام 2001.

محطات في حياة الصحفي المخضرم سجاد الغازي

المصدر: صحيفة المدى

 إعداد: عراقيون

المحطة الأولى: كانت (لواء الإستقلال) محطته الصحفية الأولى التي انغمر فيها وهو يلج هذا العالم الجديد الغريب عليه، والذي وجد فيه إن القلم وحده لن يحقق له النجاح والطموح ما لم يتقن حرفية المهنة، التي ساعده أستاذه فيصل حسون في تلمّس مجاهلها، وكان فيصل يتوسم فيه النجاح منذ أن كان يطلع على رسائله المرفقة بالمقالات التي يرسلها، وينشر قليلها ويهمل الكثير، ولكنه كان يواصل الإصرار على النشر بمثابرة واعتزاز واعتداد لا يعرف اليأس.. وعندما وقع اختيار قيادة حزب الإستقلال عليه من بين شباب الحزب ليكون أول ملاك حزبي في الجريدة تعهده فيصل سكرتير تحريرها بالرعاية والتدريب الجاد حد القساوة.. كانت الجريدة لسان حزب معارض كبير، يضم ويمثل التيار القومي، وهي إحدى أكبر صحيفتين في البلاد وكانت الأخرى هي (الأهالي) تمثل تيار اليسار، وكان لابد في هذا الوضع أن تكون الجريدة وقورة ملتزمة، وانعكس هذا الإلتزام على قلمه وهو يرتقي سلّم الكتابة في الجريدة بأناة وخشية، ولكن بخطوات واثقة متدرجة، ولم يكن النشر في الجريدة سهلاً، بل يكاد يكون محالاً.

وأكسبه نشر اسمه في جريدة بمثل هذه المكانة منزلة وطنية واجتماعية مرموقة لم يكن يحلم بها، ولم يؤهله تحصيله وسنه لها آنذاك.. ولكن هكذا كان، ولم يكن يجرؤ على الإدعاء بالنشر فيها، برغم وجود اسمه، خشية من أن لا يصدقه أحد! وعند الغاء الجريدة، كان يتولّى سكرتارية تحريرها، ليكون أصغر سكرتير تحرير سناً في الصحافة العراقية، وأكثر من ذلك، فانه مدين لحزب الإستقلال وجريدته بفتح أبواب الحياة له وهو في مقتبل العمر.

    – المحطة الثانية: كانت (الحرية) محطته الثانية، فبعد أن الغى مرسوم نوري السعيد “المشؤوم” الأحزاب والصحف، أجيزت خمس صحف صباحية، وصحيفتان مسائيتان، وكانت الحرية إحدى هذه الصحف الخمس، فانتقل اليها بعد لواء الإستقلال ليعيش الأجواء نفسها، فقد كان صاحبها ورئيس تحريرها قاسم حمودي هو نفسه المدير المسؤول لجريدة لواء الإستقلال بهدوئه ووقاره، ومدير تحريرها فيصل حسون، هو نفسه سكرتير تحرير لواء الإستقلال المبدع الذي لقّنه الف باء المهنة، ومرسه في مطبخها، والحرية على ذات الإلتزام، ولكنها أكثر انفتاحا على الأقلام بحكم تحررها من قيود الانضباط الحزبي، فضمّت نخبة من رواد المهنة، عبد القادر البراك وصبيح الغافقي وابراهيم اسماعيل ومحيي السامرائي وهادي الأنصاري وهادي الساعاتي. وانطلقت الى آفاق سياسية أرحب في المعارضة الهادئة.. وبدأت الصحافة العراقية مرحلة تطوّر جديدة بعد تقليل عدد الصحف وحصر الإعلانات بها، فتشكّلت فيها الأقسام وتنوّعت الأبواب، وفتح فيصل حسون أمامه أبواب ممارسات متقدمة بتكليفاته المنوّعة، فتارة يعاونه وأخرى يكلّفه بتعليق أو تحقيق، وثالثة بجلب الأخبار، ورابعة بالتصحيح اللغوي.

ولما تمكن من عجم عوده، ارتقى به الى مرحلة الإشراف، فكان يعد صفحة فنية أسبوعية، ويشرف على صفحة المرأة وصفحة الطلبة الأسبوعيتان، وزجه ذلك في أوساط جديدة مكّنته من أن تكون له مصادره وملاكاته الخاصة، وبينها عناصر أصبح لها فيما بعد شأن سياسي واجتماعي.

    -المحطة الثالثة: وكانت (الأخبار) محطته الثالثة التي ولج فيها باب الإحتراف، وكانت أخطر المحطات.. وبعد أن أخذت الأنظار تتجه اليه في أوساط الإحتراف المهني، وتقدّم له عروض العمل في صحف من نمط جديد، بعيدة عن أجواء الإلتزام العقائدي.. وكانت (الأخبار) من هذه الصحف، جريدة إخبارية (مستقلة) يملكها إنسان حصيف غني بتجاربه، طويل الباع في (الإستثمار) المنتج المتطور، وقد سبق له بشراكته مع الأديب السياسي رفائيل بطي، أن أعلى صروح جريدة (البلاد). وكان خبيراً بدواخل الناس يسبر غورهم بالنظرة الأولى، إنه جبران ملكون، الأرمني المهاجر، الذي انتقل من التعليم في حلب الى عالم الإستثمار في العراق، وبعد أن أقام صرح (البلاد) ومن بعدها (الأخبار) لتكونا معلمين بارزين في مسيرة وتأريخ الصحافة العراقية، حرص على تنشئة أولاده بأرقى المستويات العلمية، وكان ابنه البكر ملكون أول عراقي يتخصص بدراسة الصحافة في الخارج، ليساعده في إدارة الجريدة بالطرق الحديثة، وتخرّج ابنه الثاني جوزيف من كلية الحقوق، ليتسلّم إدارة التحرير على نهج والده في الإبقاء على الجريدة، إخبارية مستقلة مفتوحة على آفاق التطور.

وفي مرحلة التطور الجديدة التي دخلتها الصحافة العراقية في منتصف الخمسينيات كانت (الأخبار) أول جريدة شيّدت بناية فخمة مصممة لتكون مؤسسة صحفية، وأعدت تصاميمها في لندن، وضمّت الدار مطبعة حديثة، ومعملاً للزنكغراف، واستديو للطبع والتحميض الفوتغرافي، إضافة الى المخازن ومكاتب التحرير والإدارة والحسابات. وكانت أول دار صحفية نصبت أجهزة (التكرز) لإستقبال الأخبار والصور على مدى 24 ساعة، كما تعاقدت مع أكبر شبكة اخبارية أمريكية (الإسوشيتيد بريس) وأصدرت جريدة أسبوعية باللغة الإنكليزية.. وضمّت من العناصر المتمرسة جوزيف ملكون وفريد اوفي وفؤاد طرزي وزهير القيسي وحسين مردان ويوسف العاني وعبد القادر محمد وزكي السعدون وحسين علي الراشد، وظلّ صاحب السيرة متردداً في ولوج هذا الوسط (الإحترافي) الجديد عليه، وشجّعه أخوته وأساتذته الإقدام على هذه التجربة الجديدة لتطوير قدراته، وبدّدوا مخاوفه طالما كان يتمتع (بحصانة عقائدية ذاتية) وانعكست هذه الحصانة على احترافه، لتبقى روح الهواية لديه هي الغالبة على عمله طوال حياته، فكانت مصدر الإبداع والعطاء النقي.. وزاد هذا السلوك المهني الملتزم من اعتزاز عميد الدار به وثقة أبنائه، وكانت فترة غنية بالتحقيقات والصفحات الخاصة والعمل الصحفي المتطوّر إلا أن هذا التقدم توقف بقيام ثورة 14 تموز 1958 وما رافقها من صراعات وتصفيات، وما أعقبها من انقلابات وانتكاسات اختفت معها المؤسسات والدور الصحفية التي امتلكت امكانات إرساء قواعد بناء صحافة متطورة قادرة على الإستمرار والنمو، كما حصل في مصر ولبنان عبر عشرات العقود من السنين، وبرغم عودة (الأخبار) الى الصدور بعد تعطيلها إلا أنها صودرت مرة أخرى لتختفي نهائياَ عام 1963 وموت مؤسسها، وليهاجر أصحابها الى لبنان وبقية البلدان، ويخسر العراق صرحاً صحفياً متقدماً.

-المحطة الرابعة: كانت (كل شيء) محطته الرابعة التي خاض فيها تجربة جديدة بأن يكون صاحب مطبوع يصدره كما يحب ويهوى ويرضى، يعبّر به عن ذاته الطموحة، وتطلعاته العقيدية وطموحاته المهنية، وكانت مجلة سياسية جامعة متنوعة، كما أرادها في عنوانها، تحمل الجديد في كل شيء، شكلاً ومحتوىً وأسلوباً، تعكس خلاصة تجاربه التي مرّ بها، فأصدرها على شكل جريدة بحجم (التابلويد) المفضل في العالم المتقدم، ويتصدر غلافها رسم تخطيطي (كرافيك) أو كاريكاتير، تنمي وتعمق وعياً قومياً متطوراً بدراسات علمية رفيعة تعبر عن الخط القومي الأصيل الذي ينأى به عن الصراعات العابرة ويسمو بالعمل الوطني على الخلافات التي تبدد الجهد الثوري الذي أنجز ثورة 14 تموز الشعبية، فقد صدرت في ذروة الصراعات العقائدية والتصفيات الدموية التي بدأت بعد شهرين من قيام الثورة، وبلغت ذروتها على مشارف الذكرى الأولى للثورة بالقتل والسحل وحرق وتدمير المؤسسات والصحف في غياب سلطة الدولة، وكان لابد من وقف الإحباط النفسي الذي عصف بالوحدة الوطنية والآمال المعقودة عليها، فأصدر مجلته، وكان العدد الأول منها فنياً بحتاً، لجس رد الفعل على الساحة الصحفية.

ومع عشية الذكرى الأولى للثورة وإذاعة خطاب الزعيم عبد الكريم قاسم في كنيسة المار يوسف بإدانة الممارسات والأعمال الفوضوية، أصدر العدد الثاني، معبراً عن هويته ومضمونه بقوة، تحت شعار (سلام لا استسلام) وهو يتوّج الغلاف برسم تخطيطي لمارد عربي ينطلق حاملاً بساعد غصن الزيتون، وبالساعد الآخر الكلاشنكوف.. وعندما أصبح الصباح وتوّزع العدد، ذُهل وهو في طريقه الى مكتبه، عندما وجد رسم الغلاف يغطي جدران الشوارع، وفي أماكن أخرى الصقت أعداداً من الغلاف نفسه.. وكانت لذّة ما بعدها لذّة، ونشوة ما بعدها نشوة، أن يجد هذا الصدى الجماهيري الواسع، وهذا التجاوب الشعبي مع المجلة الوليدة..

وعندما كانت الإحتفالات بالذكرى الأولى للثورة تقام في الأحياء الشعبية في الأعظمية وغيرها، هنا وهناك، كان غلاف المجلة يتصدر الزينات المرفوعة.. وتوالت أعداد المجلة الخمسون، وهي تضم المقالات الرفيعة للأستاذ الجليل محمد مهدي كبه وصحبه الأبرار والمعالجات الموضوعية الهادئة الهادفة لرأب الصدع في الصف الوطني، ومحاولة تخليصه من ثقافة العنف وممارساته.

وبعد عام ونصف العام، أصدر الحاكم العسكري العام قراره بإلغاء المجلة، بعد صدور العدد الأخير منها، وهو يحمل مقالات بأقلام كتّاب جريدة الحرية، التي كانت ملغاة بأمر الزعيم، مما أثار حفيظته وغضبه. وهكذا انتهت هذه التجربة الصحفية المتطوّرة التي لم تأخذ حظها الكافي من النمو والإنصاف، لتضاف الى مجموعة صحف معدودة في تأريخ الصحافة العراقية، لمعت كالشهاب الخاطف الذي سرعان ما اختفى بعد أن ترك مشهداً وتأثيراً جميلاً في النفوس.

حبّه للفن

وكان حبّه للفن قد تغلغل في أعماقه منذ الصغر، ولم تسعفه ظروفه العائلية والإجتماعية على دراسته، كما أتيحت لصديقه كاميران محمد حسني، ولكن العمل الصحفي عوّضه عن ممارسة الفن عندما عايش الفنانين في تمارينهم وراء كواليس المسرح، وفي تصويرهم أشرطتهم السينمائية، وفي مشاغلهم النحتية، ومعارض رسومهم وتدريباتهم الغنائية. وتوطّدت صداقته بهم  على أوسع نطاق، خاصة عندما كلّف بإعداد وتقديم برنامج (صوت الفن) الأسبوعي الذي كان أطول برنامج إذاعي استمر أكثر من عقد ونصف من السنين.

وهكذا مارس هوايته للفن من خلال كتاباته الفنية منذ 1946 واعداد الصفحات الفنية الأسبوعية الى جانب عمله اليومي المعتاد في الصحف السياسية. ووجه له المرحوم اسماعيل العارف، وزير المعارف ووزير الثقافة والإرشاد، الشكر والتقدير مرتين لإنتقاداته الفنية لأنشطة الوزارتين 1961 و1962. وكان أول من دعا لتأسيس اتحاد الفنانين العرب في برنامجه (صوت الفن) وفي عام 1965 تبنّت مجلة (الكواكب) المصرية الدعوة من خلال حقل (رجل الشارع يقول) الذي كان يكتبه المرحوم صبري أبو المجد، كما تبنّى الدعوة المرحوم الفنان إبراهيم جلال، وسعى لتشكيل لجنة تحضيرية لإقامة مؤتمر للفنانين العرب، ولكن العقبات المالية حالت دون تحقيق هذه المساعي في الستينيات لتتحقق في السبعينيات.

يعتبره الفنان الناقد والمؤرخ التشكيلي شاكر حسن آل سعيد، في كتابه المرجعي عن (تأريخ الحركة التشكيلية في العراق) ممّن واكب (جماعة الرواد S.P) منذ أول ظهورها عام 1950. كما أشاد الفنان الكبير الدكتور بدري حسون فريد في كتابه (قصتي مع المسرح) بدور سجاد الغازي في دعم الحركة الفنية.

يضاف الى ذلك ما ذكره الفنانون طالب القره غولي وفؤاد سالم ومهند الأنصاري وعبد الوهاب بلال وعلي الأنصاري وخليل الرفاعي وياس خضر ووحيد الشاهري وحسين السلمان، في لقاءات صحفية وإذاعية وتلفزيونية عن دوره في دعم الحركة الفنية ومساعدته لبعضهم في الظهور، إضافة الى ما ذكره الناقد عادل كامل في كتابه، والفنان الراحل نوري الراوي في محتويات أرشيفه.

كُلّف عام 1963 من لجنة من الخبراء الإذاعيين العرب عندما تولى الدكتور زكي الجابر منصب مدير البرامج، كلّف بأعداد وتقديم أطول برنامج إذاعي (صوت الفن) الذي استمر أكثر من 14 سنة متواصلة، والذي وصفه الفنان صادق علي شاهين، مسؤول المنوعات في إذاعة بغداد سابقاً، ومدير المسارح لاحقاً (البرنامج الذي يسلّط الضوء على الفنان العراقي وكذلك الحركة الفنية في الوطن العربي). وفي عام 1970 أجرت مجلة (فنون) الصادرة عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون استفتاءً لمعرفة رأي المستمعين في أفضل برنامجين إذاعيين وتلفزيونيين، ففاز برنامجه (صوت الفن) بإختياره أفضل برنامج إذاعي مع برنامج (الرفوف العالية) للراحل عبد الحميد الدروبي، كما فاز برنامج (الرياضة في أسبوع) للزميل مؤيد البدري، مع برنامج (العلم للجميع) للراحل كامل الدباغ. وكان معدّل رسائل المستمعين يفوق الخمسين رسالة أسبوعيا من داخل البلد وخارجه، وبينها رسائل صوتية ومسامع فنية مسجلة.

ومن الجدير بالذكر إن حلقات البرنامج قدّمت العديد من المقابلات والصور الصوتية لمشاهير الفنانين العرب والأجانب كآرثر ميلر وجان كوكتو وعبد الحميد السحّار وجينا لولو بريجيدا وطه حسين ويحيى شاهين وفهد بلان ونجيب السراج وزكريا أحمد ومنى واصف وتحية كاريوكا وفايز حلاوة ويحيى شاهين ومحمود اسماعيل وماجدة ومديحة كامل وعلاء كامل وصدّيقة الملاية وعبد الوهاب بلال وأسعد عبد الرزاق وناجي الراوي وشاكر حسن آل سعيد وجعفر علي وسلمان شكر وغيرهم، إضافة الى اكتشافه المواهب الفنية في المحافظات كياس خضر من الحلة وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان من البصرة وغيرهم.

وبلغ عدد الحلقات المقدمة من برنامج (صوت الفن) خلال سنوات تقديمه أكثر من 600 حلقة. كما كتب بعض التمثيليات الإذاعية وسيناريو بعض الأفلام التوثيقية إضافة الى البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

كرّم من معهد الفنون الجميلة، في الملتقى السينمائي الثامن 2009 بمنحه لقب (الفنان) في الشهادة التقديرية الممنوحة له.

تشريعات صحفية أعدّها

 1- قانون تقاعد الصحفيين / قدمه عام 1961 وشرّع عام 1965 نافذ حتى اليوم لكنه مجمد!

2- قانون نقابة الصحفيين / قدّمه بداية عام 1968 وشرّع نهاية عام 1969 نافذ حتى اليوم.

3- لائحة قانون ممارسة العمل الصحفي / قدّمه عام 1976 ونوقش في ديوان التدوين القانوني ومجلس شورى الدولة، وأحيل الى مجلس الوزراء عام 1981 ثم أحيل الى مكتب الشؤون القانونية في مجلس قيادة الثورة، لتضمنه امتيازات مالية تتعارض مع حالة التقشف، بسبب الحرب، ولم يتابع.

4- نظام نادي الصحفيين / قدمه عام 1967 وشرّع عام 1967.

5- النظام الأساسي لإتحاد الصحفيين العرب المعدل / قدمه عام 1978 وعدّل عام 2000 نافذ حتى اليوم.

6- النظام المالي لإتحاد الصحفيين العرب / قدّمه عام 1980.

7- نظام المركز العربي للدراسات الإعلامية / قدّمه عام 1978 عند تأسيس المركز في دمشق الذي أغلق عام 1990.

8 – القانون العربي الموّحد للصحافة / قدّم مقترحاته على مشروع الدكتور محمد نور فرحات عام 1998 وأقرّ القانون عام 2000 في مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب بعمّان.

9- قانون سلطة الصحافة / أعدّه عام 2003 بعد حلّ وزارة الإعلام وتجميد قانون المطبوعات.

10- كان يضمن التشريعات الصحفية التي يعدّها قرارات المؤتمرات الصحفية العربية والعالمية وتحويلها الى نصوص تشريعية.

مستل من كتاب الأستاذ زين أحمد

عن الصحفي الكبير سجاد الغازي

سجاد الغازي
Comments (0)
Add Comment